لم يكد الصفاقسي التونسي يعبر أزمته الإدارية في بداية العام 2024،
بانتخاب رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي رئيسا جديدا، بعد سنوات من التسيير
المؤقت، حتى خيمت الأزمة الإدارية عليه من جديد بصعود هيئة تصريف أعمال لتولي
الشؤون الإدارية حتى نهاية الموسم الجاري.
ويشهد الصفاقسي، على منوال أغلب أندية كرة القدم في تونس أزمات
إدارية وصعوبات مالية خانقة، دفعت المسؤولين إلى العزوف عن تحمل مسؤولية الرئاسة
أو حتى الترشح للانتخابات لتستمر المجالس المؤقتة في إدارة تلك الأندية بشكل يكاد
يشمل أندية دوري المحترفين.
ويعدّ النادي الصفاقسي مثالا للأوضاع الإدارية والمالية الصعبة التي
تعيشها كرة القدم في تونس، إذ أن أكثر من نصف أندية دوري المحترفين تعيش شبه فراغ
إداري وذلك باستقالة رؤساء مجالس الإدارة أو وجود رئيس مجلس مؤقت يتولى تصريف
الأعمال لمدة أشهر معدودة عقب تزكية داخلية.
وفي 2022، تولى مجلس إدارة مؤقت تسيير الصفاقسي بعد استقالة رئيسه
المنصف خماخم، قبل أن تنعقد جلسة عامة انتخابية في 2024 صعد بموجبها عبد العزيز
المخلوفي لترؤس الفريق، لكن سجنه بعد ضلوعه في قضايا فساد إداري أدخل النادي في
أزمة إدارية جديدة.
انتخابات مؤجلة ومجالس استثنائية
وخلال السنوات الأخيرة، تحولت رئاسة أندية كرة القدم إلى ما يشبه
المهمة المستحيلة والهدية المسمومة التي يتحاشاها الجميع خوفا من هاجس الإخفاق
الكروي والإفلاس الذي بات خطرا يهددها نتيجة تراجع الإيرادات وتخلي الدولة عن دعم
النوادي الرياضية مقابل فرض إجراءات تزيد من الصعوبات المالية.
ومع نهاية موسم 2024ـ2025، يعيش ما يقارب نصف أندية الدوري التونسي
وعددها 16 وضعا إداريا غامضا، بينما يتهددها الفراغ التسييري باعتبار أن أغلب
مجالس الإدارة التي تشرف على دواليبها الإدارية محدودة زمنيا بموسم واحد.
وتشهد
أندية الأفريقي والنجم الساحلي والصفاقسي والاتحاد المنستيري واتحاد تطاوين واتحاد
بن قردان تولي هيئات إدارية مؤقتة بعد استفحال ظاهرة العزوف عن الترشح للانتخابات
هروبا من شبح الإفلاس وتفاقم الديون.
وفي
أوائل شهر مايو/أيار الماضي، أعلن الصفاقسي الدعوة لجلسة عامة انتخابية للعامين
المقبلين (2025ـ2027)، وذلك يوم 31 من الشهر نفسه، إلا أن آجال تقديم الترشحات
انقضت دون أن يتقدم أي مسؤول للانتخابات.
وأعلن
الفريق، الذي تأسس في العام 1928 أن انقضاء الآجال وعدم ورود ملفات ترشح جديدة
سيفضي إما لاستمرار عمل هيئة تسيير مؤقتة أو لفتح مواعيد جديدة.
ويرى
جوهر العذار، الرئيس السابق للهيئة التسييرية للصفاقسي أن "الأوضاع
الاقتصادية التي تعيشها الرياضة التونسية والقوانين الحالية لتسيير الأندية هي
السبب الأول وراء عزوف المسؤولين عن تحمل مهمة رئاسة أو عضوية جمعيات كرة القدم".
وقال
للجزيرة نت، "تعيش أندية كرة القدم أزمة تسيير حقيقية لعل من أبرز مظاهرها هو
التسيير المؤقت لمدة محدودة، دون المرور بالانتخابات ما يجعل عمل تلك المجالس
مقصورا على تصريف الأعمال وتفادي الفراغ الإداري لا أكثر".