Image
في أحد المساءات الهادئة بمدينة الإسكندرية (شمالي مصر)، كانت القاعة الكبرى بقصر ثقافة الشاطبي تنتظر جمهورها؛ الكراسي مصطفة، ومكبرات الصوت تعمل، والمسرح مضاء.. لكن لم يحضر سوى 5 أشخاص، بينهم شاعران وصديق لأحد المنظمين.

هكذا بدا المشهد الذي يتكرر في عشرات قصور الثقافة بمختلف المحافظات المصرية، مما يثير تساؤلات عن سر هذا "الغروب الثقافي" وسط مشهد رسمي راكد، مقابل صعود مبادرات أهلية تنجح في استقطاب جمهور شاب ومتحمس.

وعلى الرغم من وجود 571 قصرا وبيتا ثقافيا تابعا للهيئة العامة لقصور الثقافة في مختلف أنحاء مصر، فإن جزءا كبيرا من هذه المنابر يعمل دون صدى جماهيري يذكر. ففي فعالية شعرية نظمت في قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية، لم يتجاوز الحضور 10 أشخاص، معظمهم من أعضاء الصالون الأدبي ذاته. وأشار القائمون على الفعالية إلى أن الحضور يتقلص عاما بعد عام، وشهرا بعد آخر، ويوما بعد يوم.

"نحاول تقديم أنشطة بشكل أسبوعي، لكن الأشخاص أنفسهم يحضرون في كل مرة. الشباب لا يهتم، وللأسف لا توجد خطط حقيقية لجذبهم، فالأنشطة متكررة ومتشابهة". هكذا يقول للجزيرة نت أحد موظفي القصر الذي فضل عدم نشر اسمه، مشيرا إلى أن غالبية قصور وبيوت الثقافة تعاني من عدم الوجود الحقيقي وسط الجمهور، أو أنها غير مفعلة.

أحدث المقالات