خيبة أمل كبيرة اعترت مزارعو البلح
الأحمر في قطاع غزة جراء تراجع الإنتاج هذا العام، الذين أجمعوا على أنه الأسوأ
منذ سنوات طويلة، جراء التغيرات المناخية وتأثر عملية التلقيح.
" هذه أسوأ سنة "بلح"
تمر علي منذ خمسين عاماً"، يقول المزارع أحمد أبو بركة عن إنتاج البلح
الأحمر" الحياني"، المتدني هذا العام، موضحاً أن عامل التغييرات الجوية
أثر بشكل كبير، وأن عامل البرد كان له دور، في وقت لم يفلح التلقيح الذي يحتاج إلى
تدفئة".
أسوأ موسم
ويؤكد أبو بركة وهو يتجول بين أشجار
البلح داخل أرضه الزراعية، أنهم يقومون بجني البلح الموجود سواء كان بشكل جيد أم
سيء، قائلا:"ً البلح السيء نطعمه للبهائم، أما الجيد نبيعه في الأسواق
لنسترزق منه".
أما المزارع أبو حسام، فيقول:" إن
موسم البلح الأحمر بغزة هذا العام صعب جداً، نقوم بالجني من عدة نخلات، وبالكاد
نستخرج كرتونة واحدة من كل نخلة بلح، والكرتونة لا يوجد بها 10 كيلو".
ويضيف:" من كثرة البلح السنة
الماضية، كان كيلو البلح يباع في السوق بشيكل واحد فقط، أما اليوم وأنت تمر في
السوق أو على الطرق، لا يوجد رطب وبلح".
إنتاج 10 آلاف طن
المتحدث الفني باسم وزارة الزارعة بغزة
م.محمد أبو عودة، أكد أن محصول البلح أحد المحاصيل الأساسية في قطاع غزة، وقدر
إنتاج هذا العام من البلح، حوالي10 الاف طن، موضحاً أن مساحة الأشجار المثمرة
(8500) دونم، وغير المثمرة (3000) دونم.
وقال أبو عودة ": إن أغلب الأصناف
المزروعة بغزة البلح "الحياني" وتصل نسبته فوق الـ90%، والأصناف الأخرى
مثل بنت العيش والبلح البرحي الأصفر"، مشيراً إلى أن المساحات المزروعة فيها
البلح بغزة تقدر بحوالي 11500دونم.
وحول كيفية التسويق، لفت إلى أن
التسويق يكون بعدة أشكال، إما يباع بشكل بلح أحمر أي طازج، أو يباع بشكل رطب،
وهناك جزء يخزن في الثلاجات لطرحه في الأسواق في الفترات التي لا يكون فيها البلح
موجود أي في أشهر الشتاء، وجزء آخر في الصناعات التحويلية لتحويل الرطب لعجوة.
ووفق ما ذكره أبو عودة، ففي بعض
السنوات يكون هناك تصدير أو تبادل تجاري بين قطاع غزة وبين الضفة الغربية في جزء
محدود من أصناف البلح.
ونبه إلى أسباب قلة إنتاج البلح هذا
العام عن العام الماضي، والتي تمثلت في التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على
عملية الأزهار، وبالتالي تأخير في خروج الاغاريد المؤنثة والمذكرة، لافتاً إلى أن
هذا التأخير كان مدته من 20-25 يوم، وهو ما أثر بالسلب على عملية التلقيح، وأدى
الى ثمار غير ناضجة أو مكتملة، ما قلل من كمية الإنتاج.
وفيما يتعلق بدور الوزارة، أكد عودة أن
الوزارة قامت بعمل بعض التجارب والمدارس الحقلية التي تم تنفيذها من خلال اتخاذ
عدة طرق مختلفة من عمليات التلقيح، حتى يتم دراسة الطرق الأنسب في عملية التلقيح
وممارستها خلال السنوات القادمة في حال تكرر ما حدث هذا العام.
ويدخل البلح في صناعات عديدة، مثل إنتاج المربي، وعمل العجوة، وصناعة
الكعك والدبس، كما أنه تتم الاستفادة من سعفه في صناعة الأواني والسلال والزخارف،
فيما يتم الاستفادة من النوى في تصنيع علف وغذاء للحيوانات.